السلام عليكم
أحببت أن أجلب لكم اليوم أحدى روائع الشاعر الكبير (محمود درويش)
أتمنى أن تنال أستحسانكم
عيونك شوكةٌ في القلب توجعني وأعبدها....
وأحميها من الريح....
وأغمدها وراء الليل والأوجاع أغمدها....
فيشعل جرحها ضوء المصابيح...
ويجعل حاضري غدها....
أعزّ عليّ من روحي...
وانسى بعد حين في لقاء العين بالعين....
بأنّا مرةً كنا ...وراء الباب أثنين....
كلامك كان أغنيةً...وكنت أحاول الأنشاد...
ولكن الشقاء أحاط بالشفة الربيعية...
كلامك كالسنونو طار من بيتي...
فهاجر باب منزلنا وعتبتنا الخريفية.....
وراءك حيث شاء الشوق....وانكسرت مرايانا....
فصار الحزن ألفين...ولملمنا شظايا الصوت....
لم نتقن سوى مرثية الوطن....سنزرعها معاً في صدر قيثار.....
لأقمارٍ مشوهةٍ وأحجار....
ولكني نسيت....نسيت يا مجهولة الصوت.....
رحيلك أصدأ القيثار أم صمتي....؟؟؟
رأيتك أمس في الميناء....
مسافرةً بلا أهلٍ....بلا زاد....
ركضت إليك كالأيتام...
أسأل حكمة الأجداد:....
لماذا تسحب البيارة الخضراء....
إلى سجنٍ....إلى منفى....إلى ميناء....
وتبقى رغم رحلتها.....ورغم روائح الأملاح والأشواق....
تبقى دائماً خضراء...؟؟؟
وأكتب في مفكرتي....
أحب البرتقال وأكره الميناء....
وأردف في مفكرتي :- على الميناء وقفت وكانت الدنيا عيون شتاء....
وقشر البرتقال لنا....وخلفي كانت الصحراء....
رأيتك في جبال الشوك ...راعيةً بلا أغنام....
مطاردةً وفي الأطلال....وكنت حديقتي وأنا غريب الدار....
أدّق الباب يا قلبي....على قلبي....
يقوم الباب والشباك ....والأسمنت والأحجار....
رأيتك في خوابي الماء والقمح...محطمةً....
رأيتك في مقاهي الليل خادمةً....
رأيتك في شعاع الدمع والجرح....
وأنت الرئة الأخرى بصدري....
أنت ...أنت الصوت في شفتي...
وأنت الماء...أنت النار....
رأيتك عند باب الكهف....عند النار...
معلقةً على حبل الغسيل ثياب أيتامك....
رأيتك في المواقد...في الشوارع...في الزرائب....في دمّ الشمس...
رأيتك في أغاني اليتم والبؤس....
رأيتك ملء ماء البحر والرمل....
وكنت جميلة كالأرض....كالأطفال....كالفلّ....
وأقسم من رموش العين....سوف أخيط منديلا....
وأنقش فوقه شعراً لعينيك....
وأسماً حين أسقيه....فؤاداً ذاب ترتيلا....
يمدُ عرائش الأيك...
سأكتب جملةً أغلى من الشهداء والقبل....
(فلسطينيةٌ كانت ولم تزل)....
فتحت الباب والشباك في ليل الأعاصير...
على قمر تصلب في ليالينا....وقلت لليلتي دوري....
وراء الليل والسور...فلي وعد مع الكلمات والنور...
وأنت حديقتي العذراء...ما دامت أغانينا....سيوفاً حين نشرعها....
وأنت وفيةً كالقمح ما دامت أغانينا...سماداً حين نزرعها...
وأنت كنخلة في البال....ما انكسرت لعاصفة وحطّاب....
وما جزّت ضفائرها....وحوش البيد والغاب....
ولكني أنا المنفيُ خلف السور والباب....
خذيني تحت عينيك...خذيني أينما كنت...
خذيني كيفما كنت....أردّ إليّ لون الوجه والبدن....
وضوء القلب والعين....وملح الخبز واللحن ....وطعم الأرض والوطن...
خذيني تحت عينيك...خذيني لوحةً زيتيةً...في كوخ حسرات....
خذيني آيةً من سفر مأساتي....خذيني لعبةً....حجراً من البيت....
ليذكر جيلنا الآتي ....مساربه إلى البيت....
فلسطينية العينين والوشم....فلسطينية الأسم...
فلسطينية الأحلام والهم....فلسطينية المنديل والقدمين والجسم....
فلسطينية الكلمات والصمت....فلسطينية الصوت....
فلسطينية الميلاد والموت...
حملتك في دفاتري القديمة نار أشعاري...
حملتك زاد أسفاري...
وباسمك صحت في الوديان ....
خيول الروم أعرفها وإن يتبدل الميدان....
خذوا حذراً من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان...
أنا زين الشباب وفارس الفرسان....
أنا ومحطم الأوثان ....حدود الشام أزرعها...قصائد تطلق العقبان....
وباسمك صحت بالأعداء: كلي لحمي إذا ما نمت ياديدان....
فبيض النمل لا يلد النسور....وبيضة الأفعى يخبيء قشرها ثعبان...
خيول الروم أعرفها...وأعرف قبلها أني ....
(أنا زين الشباب وفارس الفرسان)....
أحببت أن أجلب لكم اليوم أحدى روائع الشاعر الكبير (محمود درويش)
أتمنى أن تنال أستحسانكم
عيونك شوكةٌ في القلب توجعني وأعبدها....
وأحميها من الريح....
وأغمدها وراء الليل والأوجاع أغمدها....
فيشعل جرحها ضوء المصابيح...
ويجعل حاضري غدها....
أعزّ عليّ من روحي...
وانسى بعد حين في لقاء العين بالعين....
بأنّا مرةً كنا ...وراء الباب أثنين....
كلامك كان أغنيةً...وكنت أحاول الأنشاد...
ولكن الشقاء أحاط بالشفة الربيعية...
كلامك كالسنونو طار من بيتي...
فهاجر باب منزلنا وعتبتنا الخريفية.....
وراءك حيث شاء الشوق....وانكسرت مرايانا....
فصار الحزن ألفين...ولملمنا شظايا الصوت....
لم نتقن سوى مرثية الوطن....سنزرعها معاً في صدر قيثار.....
لأقمارٍ مشوهةٍ وأحجار....
ولكني نسيت....نسيت يا مجهولة الصوت.....
رحيلك أصدأ القيثار أم صمتي....؟؟؟
رأيتك أمس في الميناء....
مسافرةً بلا أهلٍ....بلا زاد....
ركضت إليك كالأيتام...
أسأل حكمة الأجداد:....
لماذا تسحب البيارة الخضراء....
إلى سجنٍ....إلى منفى....إلى ميناء....
وتبقى رغم رحلتها.....ورغم روائح الأملاح والأشواق....
تبقى دائماً خضراء...؟؟؟
وأكتب في مفكرتي....
أحب البرتقال وأكره الميناء....
وأردف في مفكرتي :- على الميناء وقفت وكانت الدنيا عيون شتاء....
وقشر البرتقال لنا....وخلفي كانت الصحراء....
رأيتك في جبال الشوك ...راعيةً بلا أغنام....
مطاردةً وفي الأطلال....وكنت حديقتي وأنا غريب الدار....
أدّق الباب يا قلبي....على قلبي....
يقوم الباب والشباك ....والأسمنت والأحجار....
رأيتك في خوابي الماء والقمح...محطمةً....
رأيتك في مقاهي الليل خادمةً....
رأيتك في شعاع الدمع والجرح....
وأنت الرئة الأخرى بصدري....
أنت ...أنت الصوت في شفتي...
وأنت الماء...أنت النار....
رأيتك عند باب الكهف....عند النار...
معلقةً على حبل الغسيل ثياب أيتامك....
رأيتك في المواقد...في الشوارع...في الزرائب....في دمّ الشمس...
رأيتك في أغاني اليتم والبؤس....
رأيتك ملء ماء البحر والرمل....
وكنت جميلة كالأرض....كالأطفال....كالفلّ....
وأقسم من رموش العين....سوف أخيط منديلا....
وأنقش فوقه شعراً لعينيك....
وأسماً حين أسقيه....فؤاداً ذاب ترتيلا....
يمدُ عرائش الأيك...
سأكتب جملةً أغلى من الشهداء والقبل....
(فلسطينيةٌ كانت ولم تزل)....
فتحت الباب والشباك في ليل الأعاصير...
على قمر تصلب في ليالينا....وقلت لليلتي دوري....
وراء الليل والسور...فلي وعد مع الكلمات والنور...
وأنت حديقتي العذراء...ما دامت أغانينا....سيوفاً حين نشرعها....
وأنت وفيةً كالقمح ما دامت أغانينا...سماداً حين نزرعها...
وأنت كنخلة في البال....ما انكسرت لعاصفة وحطّاب....
وما جزّت ضفائرها....وحوش البيد والغاب....
ولكني أنا المنفيُ خلف السور والباب....
خذيني تحت عينيك...خذيني أينما كنت...
خذيني كيفما كنت....أردّ إليّ لون الوجه والبدن....
وضوء القلب والعين....وملح الخبز واللحن ....وطعم الأرض والوطن...
خذيني تحت عينيك...خذيني لوحةً زيتيةً...في كوخ حسرات....
خذيني آيةً من سفر مأساتي....خذيني لعبةً....حجراً من البيت....
ليذكر جيلنا الآتي ....مساربه إلى البيت....
فلسطينية العينين والوشم....فلسطينية الأسم...
فلسطينية الأحلام والهم....فلسطينية المنديل والقدمين والجسم....
فلسطينية الكلمات والصمت....فلسطينية الصوت....
فلسطينية الميلاد والموت...
حملتك في دفاتري القديمة نار أشعاري...
حملتك زاد أسفاري...
وباسمك صحت في الوديان ....
خيول الروم أعرفها وإن يتبدل الميدان....
خذوا حذراً من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان...
أنا زين الشباب وفارس الفرسان....
أنا ومحطم الأوثان ....حدود الشام أزرعها...قصائد تطلق العقبان....
وباسمك صحت بالأعداء: كلي لحمي إذا ما نمت ياديدان....
فبيض النمل لا يلد النسور....وبيضة الأفعى يخبيء قشرها ثعبان...
خيول الروم أعرفها...وأعرف قبلها أني ....
(أنا زين الشباب وفارس الفرسان)....